سأبدأ تدوينتي هذه المرة بهذا الفيديو المؤثر و الذي انتشر مؤخرا في المواقع الإجتماعية ونلتقي بعد مشاهدته .
لطالما تسائلت في قرارة نفسي عن ما إن كنا نحن معشر المغاربة نملك نفس الإرادة التي تملكها الشعوب الأخرى ؟!
وحتى إن كنا نملكها فهل لها نفس وقع إرادات الشعوب الأخرى ، بمعنى هل تلقى تجاوب من لدن من يهمهم الأمر ؟لطالما تسائلت في قرارة نفسي عن ما إن كنا نحن معشر المغاربة نملك نفس الإرادة التي تملكها الشعوب الأخرى ؟!
كما نرى و نسمع عن تحقيق مطالب الشعوب في مختلف البلدان و على مر التاريخ.
كما قال الأستاذ أحمد الشقيري في برنامج خواطر 7 أن الشعب حينما يريد فهذا أمر ، فمباشرة حينما يريد المواطن شيئا فما على الحكومة سوى أن تحقق هذه الإرادة .
و لكن في مغربنا لا توجد مثل هذه الأشياء فحينما تطالب الحكومة بشيء فكن على يقين ان ذلك سيخلق تحد بالنسبة لها لكي لا تحقق لك ما تتمناه و ستقوم بعكس ما تريده وسأعود في هذه التدوينة و أعطي أمثلة كثيرة لذلك.
فحينما شاهدت هذا الفيديو الذي بدأت به استفاقت في نفسي عدة تساؤلات كانت في سبات منذ زمن عن أشياء نظنها أحلام لا يمكن تحقيقها في الوقت التي تعتبر في بلدان أخرى حقوق مكفولة يحضى بها أي مواطن .
فهذا الطفل الذي يسمى الجن الذي يتمنى أن يكون ذو مستقبل و أن يكون أسرة و أطفال أليس من الغريب أن يكون هذا حلم بالنسبة لطفل في هذا السن في حين أنك قد تجد طفلا آخر في مجتمعات أخرى في مثل سنه همه الوحيد هو نقاط أخر السنة الدراسية.
أليس غريبا أن تجد هذا الطفل الثاني الملقب بالعسكري أن يتمنى العمل و مكان للنوم وهناك أطفال في نفس سنه يتمنون أن يمتلكوا أخر الألعاب الإلكترونية.
هؤلاء الأربعة ليسوا الوحيدين الذي يتمنون أشياء بسيطة جدا و لا تحقق لهم فهم ليسوا سوى مجرد أربعة إبر في أكوام من القش القابل للإحتراق في أي لحظة برغم ابتلاله بدموع هذه الإبر.
أعرف أن الحكومة ليست المسؤولة وحدها عنهم بل كل منا يتحمل جزء من هذه المسؤولية وكل شخص يطلب منه طفل متشرد درهما أو نصف درهم يرد عليه بسير غادي غير تشمكر بيهم كأن هؤلاء لا يأكلون أو يشربون !
وهناك من يصفهم بالحشرات والطفيليات و كما قال مغني الراب RAP مسلم فهم ليسوا بحشرات فالعنكبوت بالرغم من أنه حشرة إلى أنه يملك بيتا ... على عكسهم لا يملكون سوى رصيف و قطعة من الكارتون من هذا الوطن ، إذا اسألهم ماذا يعني لهم الوطن و مايعرفوه عن الحكومة و انتظر الإجابة ...
في بعض الأحيان أحس بأن حكومتنا تستخدم معنا سياسة (شدان العكس) بحيث حينما أفكر في كل المطالب الشعبية أجد أنهم يتخدون قرارات ضدها و أن المسؤولين يتلذذون بعدم تحقيق ذلك و كأن يضنون أن قيمتهم ستنقص إن انصاعوا لأوامر الشعب و يتناسون أنهم في خدمتنا كمواطنين.
كمثال بسيط وربما تافه ولكنه ذو قيمة فحينما طالب المغاربة بالزاكي كمدرب للمنتخب الوطني اختار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المدرب رشيد الطاوسي رضوخا لرغبة نور الدين النيبت و ضدا في بقية المطالبين بالزاكي من المواطنين بالرغم من تمثيلهم للنسبة الكبيرة من الأصوات.
و مثال أخر أكثر قيمة و عمقا فبعد الإنتخابات التشريعية التي أفرزت بنكيران كرئيس للحكومة و الذي عقد عليه الكثير من المغاربة الأمل في تحسين الوضعية الإجتماعية ،لم يكن له هو كذلك إلا أن يصر إصرارا كبيرا على تخييب ظنهم و اكتفى بتحقيق مطالب المستفيدين من بيع المحروقات بل و تجرأ على تخييب ظن بائعي البنان (الموز) و لم يزد في ثمنه .
كما طالبنا بالزيادة في الأجور وزيد في ميزانية القصور .
و طالبنا بتحسين مستوى البرامج التلفزية و زادوا أطنانا من المسلسلات المدبلجة.
و طالبنا و طالبنا... و لزلنا نطالب و لا نحصل على شيء سوى على العكس
وها هو الجن و أصدقائه يطالبون بحقوقهم المشروعة و لا نعرف هل سينالون ما يريدون أم سيلتحقون بركب المطالبين فقط .
أتأسف لأني نسيت أنه تم تحقيق أمنية كبيرة جدا في رمضان الماضي حينما تم حذف إعلان من القنوات التلفزية لأنه لم يعجب المشاهدين لمشروب فالنسيا وهو ما جعل الكثيرين على المواقع الإجتماعية يحتفلون ليس لتفهاتهم بل لأنهم اشتاقوا لرؤية مطلب يتحقق ولم تعد تهم القيمة المهم أن يتحقق شيء ما.